7 أ=مَسْأَلَةٌ

أَوَّلُ أصول المنهج التأسيسية مَسْأَلَةٌ لا تَنْبُتُ لسائلها إلا في منبتها الصالح أي العلم الذي حَصَّلَه، دَلالةً عليه؛ فليس أدلَّ على العلم من الأسئلة التي يثيرها، وأعظمُ العلوم وأخلدها أكثرُها إثارةَ أسئلةٍ، فأما أكثرُها إجابةً فيُوشك أن يُكتَفى منه ويُستغنَى عنه.
وكلمة مَسْأَلَة في علم الصرف من باب المصادر، تُصنَّف على أنها مصدر مِيميّ يبالغ به في معنى المصدر الصريح ثم يبالغ فيه بزيادة تاء الجَماعة؛ فهي إذنْ مُبالغةٌ في مُبالغة؛ ومن ثَمَّ ينبغي ألا تُطلَق إلا على ما تكثر فيه الأسئلةُ كثرةً كاثرةً أو ما يُنزَّل هذه المنزلة.
يجوز أن يُكلِّفَ الباحثَ المسألةَ مَنْ لا يَعْصِيه، فيَحْمِلَها. ويجوز أن يَجِدَها ظاهرةً مطروحةً في الكتب والمحاضرات والمناظرات، فيَختطِفَها. ويجوز أن يَفْتَقِدَها، فيَستنبِطَها. ولكن إذا دلّت الحال الأولى على بِرِّه، ودلّت الحال الثانية على فَتْكِه- فلقد تدُلّ الحال الثالثة على عَقْلِه!

Related posts

Leave a Comment